شهدت مدينة آسفي المغربية الساحلية مساء السبت 22 من مارس اكتمال "الحصة الأولى" من فعاليات ملتقى آسفي الدولي للشعر بالمغرب في دورته الثانية، وذلك عقب الأمسية الشعرية الثالثة، التي انعقدت بحضور جماهيري لافت بقاعة أطلنطيد بمدينة آسفي على المحيط الأطلنطي.
وبداية من الأحد، 23 من مارس، يطوف المهرجان الدولي في جولاته الجديدة بحضور شعراء من المغرب ومصر ودول عربية وأجنبية متعددة، مدنًا مغربية أخرى، هي كلميم، ومراكش، وخنيفرة، مستمرًا حتى يوم 28 مارس.
تنظم المهرجان مؤسسة "الكلمة" للثقافة والفنون، ويديره الشاعر والكاتب المغربي عبد الحق ميفراني، ويأتي محوره الرئيسي بعنوان "هل تغير القصيدة العالم؟"، وينعقد سنويًّا بالتزامن مع الاحتفال بيوم الشعر العالمي (21 من مارس).
يشارك في دورة هذا العام من المهرجان شعراء من دول عدة عربية وأجنبية، منهم خمسة شعراء من مصر، هم: شريف الشافعي، وعماد غزالي، وغادة نبيل، وغادة خليفة، وسارة علام شلتوت.
وبخلاف الشعراء المغاربة، الذين تلوا قصائدهم بالعربية والفرنسية والعامية والأمازيغية، ومنهم عبد الرحيم الخصار وعبد الجواد العوفير وصفية عز الدين وغيرهم، حضر شعراء من كل من سوريا والعراق وسلطنة عمان والبحرين واليمن وليبيا وفرنسا والمكسيك والبرتغال وبلجيكا والسنغال وغيرها، منهم: حميد العقابي (العراق، هولندا)، موفق السواد، وعبد الرحمن الماجدي (العراق)، جاي سي (بلجيكا)، كريستيان ديدون وجميلة أبيطار وفرانسوا مينو وباتريس لويس (فرنسا)، فرات إسبر (سوريا، نيوزيلندا)، فرنسواز روي (المكسيك)، حسين حبش (سوريا، ألمانيا)، تريستان كابرال (فرنسا)، زاهر السالمي (سلطنة عمان)، بلقيس حسن (العراق، هولندا)، أحمد العجمي (البحرين)، باتريك كيي (البرتغال)، وغيرهم.
كما شارك في الندوة النقدية المغاربة: خالد بلقاسم، وبنعيسى بوحمالة، ووداد بنموسى، وتريستان كابرال (فرنسا)، وباتريك كيي (البرتغال)، وكريستيان ديدون (فرنسا)، الذي قدم مداخلة مصورة للشاعرة نادين ليفبورن.
تنوعت فقرات المهرجان الدولي بين تنظيم قراءات شعرية بالعربية والفرنسية والإنجليزية والعامية المغربية والأمازيغية، ومناقشات الندوة المركزية حول "هل يغير الشعر العالم؟"، والموائد المستديرة حول قضايا شعرية وأدبية متعلقة. وحملت الدورة الثانية اسم الشاعر الإفريقي الفرنسي الكبير إيمي سيزار (1913-2008)، الذي يعد رائد الشعر الزنجي بامتياز. كما جرى فيها تكريم أحد الشعراء المغاربة، الذي تميز ضمن مساره الإبداعي مغربيًّا وعربيًّا، وهو الشاعر الراحل محمد الصباغ.
من جهته، قال الشاعر والكاتب المغربي عبد الحق ميفراني، مدير المهرجان، إن هوية ملتقى "آسفي الدولي للشعر"، تعكس محاولة ربط هذه المدينة الساحلية بفعلها الحضاري الكوني، الذي طالما كانت عليه منذ القدم. كما أنه يشكل فرصة لتلاقح التجارب الشعرية من مختلف البلدان العربية والغربية، وهي مناسبة أيضًا لتأمل راهن القصيدة في العالم اليوم، الذي يمور بالعديد من التحولات والأسئلة.
يُذكر أن الشاعر المصري شريف الشافعي (42 عامًا)، أحد المشاركين هذا العام، قد شارك ممثلاً لمصر في فعاليات الدورة الأولى للمهرجان في مارس 2013، وهو عضو الهيئة الاستشارية للمهرجان، وله ستة دواوين شعرية، أحدثها "كأنه قمري يحاصرني"، الذي صدر منذ أسابيع قليلة عن دار "الغاوون" في بيروت. وقد قدم الشافعي قراءته الشعرية الأولى بمهرجان هذا العام مساء الجمعة 21 من مارس، على مسرح قاعة أطلنطيد بمدينة آسفي المغربية.